سُمعَه في فرصة تراجيكوميدية .. 2010-10-07

د. ميساء قرعان

منذ بداية عرضه لم تكن لدي رغبة أو نية لمشاهدته لأسباب قد يطول شرحها،أقلها قناعتي بأن الفرصة الوحيدة الحقيقية هي تحقيق مكاسب مادية عن طريق استغلال المشاهد واستثماره. في هذا البرنامج تم عرض حالات واقعية يفترض أن تكون تعاني من مأساة أو حلم ما وتنتظر الفرصة للخلاص،هي حالات بدت مترفة مقارنة بالحالات الواقعية التي لم يتم تلفزتها بعد، عبر حلقات البرنامج منذ بداية شهر رمضان تم استضافة العديد من الفنانين لمشاركة كل من أسيل وطوني في البرنامج إلا أن استضافة الفنان الأردني موسى حجازين سمعه كانت وحدها التي أضافت للبرنامج نكهة أخرى، حينما أسهب سمعه في حديثه العفوي عن العنزة و النعجة بوصفهما من متممات تركيبة الثقافة المجتمعية والاقتصادية للشعب الأردني بدأ الإعلامي طوني خليفة وكأنه قادم من كوكب آخر، أما حياديته إزاء حديث سمعه الخالي من التجمل عن الفقر فقد كانت بمثابة محرض لسمعه لتزويده بشرح مفصل عن واقع الفقر والفقراء بعرض جزء من سيرته الذاتية كحالة واقعية، تحدث سمعه عن لقمة الخبز المغمسة بالشاي كوجبة دسمة وتحدث عن مدى الشعور بالخسارة التي كان يشعر بها حينما كان طفلا فيما لو أثقلت قطعة الخبز بسائل الشاي ولم يتمكن من إخراجها،عن أول سيارة رآها مع أولاد الحارة وعن أول سيارة قام بشرائها، وقد كان الضيف الوحيد المتصالح مع ذاته ومع واقعه، وكان الأجرأ على الإطلاق، تحدث بكوميديا تراجيدية واقعية تشبه ما يقدمه من أعمال فنية، تشبه شوفت عينك أو شوفة أعيننا جميعا مكتوبة بقلم الزميل أحمد الزعبي في تراجيديا كوميدية من نوع متميز. أضحك الجمهور بحديثه العفوي وبروح الفكاهة التي يتمتع بها وأبكاهم أيضا حينما لم يكن لديه كوابح لإخفاء انفعالاته أمام حالة واقعية، لكن وأقولها بصدق: أن الإضافة التي تستحق التقدير التي أضافها الضيف ليس فقط للبرنامج ولكن لسياسات مكافحة الفقر التي لا تعاني سوى من التعثر هو ما صدر منه من اقتراحات وما عبر به من سخط تجاه حالات الفقر، حينما تحدث عن أهمية دور حيتان الاقتصاد ودور الشركات الكبرى ودور القوانين والسياسات وقوانين الضرائب في حث هذه القطاعات على المساهمة في التقليل من مشكلات الفقر. لم تكن استضافته تشبه استضافة أي من ضيوف الحلقات، هو لم يُجمِّل ولم يتجمل، لم يكن منشغلا بإزاحة خصلة من شعره بدلع أثناء مشاركته الفقراء، أو بتقمص دور يتطلبه الموقف ليعود إلى نقيضه بعد انتهاء المدة المحددة للبرنامج، هو كان منهم وبينهم -وإن لم تكن العينات التي يعرضها البرنامج ممثلة لواقع الحال- أما طوني وكعادة الكثير من الإعلاميين أصّر على استخدام مهارات تظهر تناقض المتحدث أو تكشف عدم مصداقيته، حاول استفزازه استفزازا إعلاميا أكثر من مرة، غير أن الضيف كان موفقا بعفويته وبصدق ما يتحدث به، وليس لأن وراءه مدير أعمال يهيئه للأسئلة التي تتخذ طابع التحقيق المبطن، هو ليس لديه ما يخشاه أو يخشى عليه لأن مصداقيته التي لا تتجزأ هي التي أكسبته حب الجمهور وثقته. 

د. ميساء قرعان

منذ بداية عرضه لم تكن لدي رغبة أو نية لمشاهدته لأسباب قد يطول شرحها،أقلها قناعتي بأن الفرصة الوحيدة الحقيقية هي تحقيق مكاسب مادية عن طريق استغلال المشاهد واستثماره. في هذا البرنامج تم عرض حالات واقعية يفترض أن تكون تعاني من مأساة أو حلم ما وتنتظر الفرصة للخلاص،هي حالات بدت مترفة مقارنة بالحالات الواقعية التي لم يتم تلفزتها بعد، عبر حلقات البرنامج منذ بداية شهر رمضان تم استضافة العديد من الفنانين لمشاركة كل من أسيل وطوني في البرنامج إلا أن استضافة الفنان الأردني موسى حجازين سمعه كانت وحدها التي أضافت للبرنامج نكهة أخرى، حينما أسهب سمعه في حديثه العفوي عن العنزة و النعجة بوصفهما من متممات تركيبة الثقافة المجتمعية والاقتصادية للشعب الأردني بدأ الإعلامي طوني خليفة وكأنه قادم من كوكب آخر، أما حياديته إزاء حديث سمعه الخالي من التجمل عن الفقر فقد كانت بمثابة محرض لسمعه لتزويده بشرح مفصل عن واقع الفقر والفقراء بعرض جزء من سيرته الذاتية كحالة واقعية، تحدث سمعه عن لقمة الخبز المغمسة بالشاي كوجبة دسمة وتحدث عن مدى الشعور بالخسارة التي كان يشعر بها حينما كان طفلا فيما لو أثقلت قطعة الخبز بسائل الشاي ولم يتمكن من إخراجها،عن أول سيارة رآها مع أولاد الحارة وعن أول سيارة قام بشرائها، وقد كان الضيف الوحيد المتصالح مع ذاته ومع واقعه، وكان الأجرأ على الإطلاق، تحدث بكوميديا تراجيدية واقعية تشبه ما يقدمه من أعمال فنية، تشبه شوفت عينك أو شوفة أعيننا جميعا مكتوبة بقلم الزميل أحمد الزعبي في تراجيديا كوميدية من نوع متميز. أضحك الجمهور بحديثه العفوي وبروح الفكاهة التي يتمتع بها وأبكاهم أيضا حينما لم يكن لديه كوابح لإخفاء انفعالاته أمام حالة واقعية، لكن وأقولها بصدق: أن الإضافة التي تستحق التقدير التي أضافها الضيف ليس فقط للبرنامج ولكن لسياسات مكافحة الفقر التي لا تعاني سوى من التعثر هو ما صدر منه من اقتراحات وما عبر به من سخط تجاه حالات الفقر، حينما تحدث عن أهمية دور حيتان الاقتصاد ودور الشركات الكبرى ودور القوانين والسياسات وقوانين الضرائب في حث هذه القطاعات على المساهمة في التقليل من مشكلات الفقر. لم تكن استضافته تشبه استضافة أي من ضيوف الحلقات، هو لم يُجمِّل ولم يتجمل، لم يكن منشغلا بإزاحة خصلة من شعره بدلع أثناء مشاركته الفقراء، أو بتقمص دور يتطلبه الموقف ليعود إلى نقيضه بعد انتهاء المدة المحددة للبرنامج، هو كان منهم وبينهم -وإن لم تكن العينات التي يعرضها البرنامج ممثلة لواقع الحال- أما طوني وكعادة الكثير من الإعلاميين أصّر على استخدام مهارات تظهر تناقض المتحدث أو تكشف عدم مصداقيته، حاول استفزازه استفزازا إعلاميا أكثر من مرة، غير أن الضيف كان موفقا بعفويته وبصدق ما يتحدث به، وليس لأن وراءه مدير أعمال يهيئه للأسئلة التي تتخذ طابع التحقيق المبطن، هو ليس لديه ما يخشاه أو يخشى عليه لأن مصداقيته التي لا تتجزأ هي التي أكسبته حب الجمهور وثقته. 

Image: 
Artical Type: 
News Release
Date: 
الخميس, تشرين اﻷول (أكتوبر) 7, 2010