الان فهمتكم هل فهموك - وكالة عمون الإخبارية

"الآن فهمتكم" .. هل فهموك؟

[9/18/2011 2:49:24 AM]
سهير جرادات


ما أن يمسح المواطن الاردني دموعه ، التي انهمرت ضحكا ، أثناء مشاهدته واقعه المحلي والعربي المرير، الذي تجسد في المسرحية السياسية " الآن فهمتكم" ، حتى صحا ، على حقيقة أن ما أضحكه ، هو ما يدور في الشارع المحلي ، بعيدا كل البعد ،عن ما يدور في أذهان المسؤولين .

يدرك المشاهد عندما يخرج من المسرح أنه لم يفهم ما يدور في أذهان المسؤولين من أفكار وأراء حول الأحداث ، ولكن في الحقيقة ،كل هؤلاء يفهمون جيدا ما يجري ، ولكنهم لا يأبهون بما يثار من حولهم .

بطريقة ساخرة ؛ تمكن الفنان القدير موسى حجازين ،وعلى مدى ساعتين متواصلتين من الضحك على واقعنا المحلي والعربي ،من اختزال ما يدور في الشارع الأردني من قضايا ومشاكل أدت إلى مسيرات واعتصامات ، رافقت الربيع العربي الذي لا نعرف نهايته .

لقد عكست المسرحية ، التي ألفها الكاتب المبدع احمد حسن الزعبي ، وجهة نظر الشارع الاردني ، وعبرت عن ضمير الشعب وهمومه ومشاكله ، إلا أنها أخفقت في الاقتراب من المسؤول ، والكشف عما يفكر به لإيجاد الحلول المناسبة لقضايا الشعب ، ولم تصل أيضا إلى السخونة في الأحداث التي تدور في الشارع الأردني الذي تمتع بسقف أعلى من الحرية تجاوز المسرحية ، وبالتالي لم تنجح في التقليل من الفجوة بين وجهتي نظر المواطن والمسؤول ، وهذا لا يقلل من مضمون المسرحية التي تمتعت بسقف مرتفع من الحرية ، وما تضمنه من رسائل خطيرة ،عَرت فيها الأنطمة العربية الحاكمة ، بتناولها للتغيرات في المنطقة ، وثورات التغيير المقبلة ، في حال لم يفهم المسؤولون الرسائل مبكرا، ويباشروا بعملية الإصلاح.

واضح من الحضور الكثيف للمسرحية أن الشعب الاردني بدا متعطشا للضحك ، وسماع ما يجري من أحداث على الساحة المحلية .. حيث نجحت المسرحية بتسمية الأشياء بمسمياتها ، فلم تخجل من القول أن الحكومة هي التي أوجدت البلطجية ووظفتهم لصالحها ، وتتحدث بصراحة عن قضية الكازينو ، والوطن البديل ، والتلاعب بنتائج الانتخابات النيابية ، وموضوع الثقة ،ولجنة الحوار الوطني ، وقضايا الفساد ؛ وعلى رأسها "مصفاة البترول ".

وتجمعت أكثر القضايا سخونة في الشارع الأردني على المسرح ، وكانت السخرية واضحة بكل الاراء والمشكلات ، حتى وصلت إلى قضية التعديلات الوزارية التي لا تقوم على مبدأ الشخص المناسب في المكان المناسب ، حيث يتم الاختيار على أساس الترضية والتقسيمات الجغرافية ، والمحسوبيات ، بعيدا عن الكفاءة ، فتدير شؤوننا وزارات يأتي وزرائها من الخارج ، يحملوا جنسيات متعددة ، وتبلغ السخرية ذروتها بتشبيه اختيار الوزراء بعملية سحب اليانصيب .

ربما لا يمكن التطرق إلى كل المشكلات الحساسة ،التي يعاني منها المواطن في هذا البلد ، لكن المسرحية لم تغفلها ، وإن وضعت بعض الإشارات عليها ، مثل ما يدور حول الأحزاب و ضعفها ،والوحدة الوطنية ، وإثارة الانقسامات بين أبناء الشعب الواحد ، واستغلال ذلك لتحقيق مآرب خارجية .

عتب أخير أوجهه إلى المسرحية التي قزمت قضايا المرأة الأم والزوجة والابنة والأخت ، إذ اختصرت كل قضايا المرأة بالخلع و بشئ من التفاهة لا يتعدى طلب توفير "طبة " صوف من اللون البنفسجي !!....

صديقي كاتب المسرحية، هناك قضايا عديدة للمرأة ما زالت تعاني منها ، وتنادي بتحقيقها ، وعلينا أن نكون أكثر جرأة بطرحها بأمانه ، فما زالت في بعض قرانا وبوادينا تحرم من الإرث والتعليم، واختيار الشريك ،وتنظيم النسل ، والتمييز ، وعدم تكافؤ الفرص مع الرجل ، وضعف وجودها في المناصب العليا ، وغيرها في القضايا المهمة .

وما ان تنتهي المسرحية حتى يكتشف المشاهد أنه ضحك وتألم على واقعه ، وأدرك أنه مفهوم جدا للجميع ، لكن السؤال المهم : هل فهموا ما هو وجعنا ؟

بعد ذلك الجهد المبذول ، نوجه تحية تقديرية للمخرج المتميز محمد ضمور ، والكوادر التي كانت لمساهماتها دور في انجاح هذا العمل وهم : غازي قارصلي، جورج حجازين، محمد السوالقة، معتصم فحماوي، خلدون حجازين، أريج دبابنة، بتول الضمور، حنين، محمد الصبيحي، حكمت درويش.

كلمة صدق أن الشارع الأردني تفوق على خشبة المسرح ، بعد أن تحول أخيرا ولأول مرة إلى مسرح عرضت فيه أعظم النصوص المسرحية ، التي تجاوزت كل سقوف الحرية والديمقراطية ، وفهمكم كفاية .....

"الآن فهمتكم" .. هل فهموك؟

[9/18/2011 2:49:24 AM]
سهير جرادات

ما أن يمسح المواطن الاردني دموعه ، التي انهمرت ضحكا ، أثناء مشاهدته واقعه المحلي والعربي المرير، الذي تجسد في المسرحية السياسية " الآن فهمتكم" ، حتى صحا ، على حقيقة أن ما أضحكه ، هو ما يدور في الشارع المحلي ، بعيدا كل البعد ،عن ما يدور في أذهان المسؤولين .

يدرك المشاهد عندما يخرج من المسرح أنه لم يفهم ما يدور في أذهان المسؤولين من أفكار وأراء حول الأحداث ، ولكن في الحقيقة ،كل هؤلاء يفهمون جيدا ما يجري ، ولكنهم لا يأبهون بما يثار من حولهم .

بطريقة ساخرة ؛ تمكن الفنان القدير موسى حجازين ،وعلى مدى ساعتين متواصلتين من الضحك على واقعنا المحلي والعربي ،من اختزال ما يدور في الشارع الأردني من قضايا ومشاكل أدت إلى مسيرات واعتصامات ، رافقت الربيع العربي الذي لا نعرف نهايته .

لقد عكست المسرحية ، التي ألفها الكاتب المبدع احمد حسن الزعبي ، وجهة نظر الشارع الاردني ، وعبرت عن ضمير الشعب وهمومه ومشاكله ، إلا أنها أخفقت في الاقتراب من المسؤول ، والكشف عما يفكر به لإيجاد الحلول المناسبة لقضايا الشعب ، ولم تصل أيضا إلى السخونة في الأحداث التي تدور في الشارع الأردني الذي تمتع بسقف أعلى من الحرية تجاوز المسرحية ، وبالتالي لم تنجح في التقليل من الفجوة بين وجهتي نظر المواطن والمسؤول ، وهذا لا يقلل من مضمون المسرحية التي تمتعت بسقف مرتفع من الحرية ، وما تضمنه من رسائل خطيرة ،عَرت فيها الأنطمة العربية الحاكمة ، بتناولها للتغيرات في المنطقة ، وثورات التغيير المقبلة ، في حال لم يفهم المسؤولون الرسائل مبكرا، ويباشروا بعملية الإصلاح.

واضح من الحضور الكثيف للمسرحية أن الشعب الاردني بدا متعطشا للضحك ، وسماع ما يجري من أحداث على الساحة المحلية .. حيث نجحت المسرحية بتسمية الأشياء بمسمياتها ، فلم تخجل من القول أن الحكومة هي التي أوجدت البلطجية ووظفتهم لصالحها ، وتتحدث بصراحة عن قضية الكازينو ، والوطن البديل ، والتلاعب بنتائج الانتخابات النيابية ، وموضوع الثقة ،ولجنة الحوار الوطني ، وقضايا الفساد ؛ وعلى رأسها "مصفاة البترول ".

وتجمعت أكثر القضايا سخونة في الشارع الأردني على المسرح ، وكانت السخرية واضحة بكل الاراء والمشكلات ، حتى وصلت إلى قضية التعديلات الوزارية التي لا تقوم على مبدأ الشخص المناسب في المكان المناسب ، حيث يتم الاختيار على أساس الترضية والتقسيمات الجغرافية ، والمحسوبيات ، بعيدا عن الكفاءة ، فتدير شؤوننا وزارات يأتي وزرائها من الخارج ، يحملوا جنسيات متعددة ، وتبلغ السخرية ذروتها بتشبيه اختيار الوزراء بعملية سحب اليانصيب .

ربما لا يمكن التطرق إلى كل المشكلات الحساسة ،التي يعاني منها المواطن في هذا البلد ، لكن المسرحية لم تغفلها ، وإن وضعت بعض الإشارات عليها ، مثل ما يدور حول الأحزاب و ضعفها ،والوحدة الوطنية ، وإثارة الانقسامات بين أبناء الشعب الواحد ، واستغلال ذلك لتحقيق مآرب خارجية .

عتب أخير أوجهه إلى المسرحية التي قزمت قضايا المرأة الأم والزوجة والابنة والأخت ، إذ اختصرت كل قضايا المرأة بالخلع و بشئ من التفاهة لا يتعدى طلب توفير "طبة " صوف من اللون البنفسجي !!....

صديقي كاتب المسرحية، هناك قضايا عديدة للمرأة ما زالت تعاني منها ، وتنادي بتحقيقها ، وعلينا أن نكون أكثر جرأة بطرحها بأمانه ، فما زالت في بعض قرانا وبوادينا تحرم من الإرث والتعليم، واختيار الشريك ،وتنظيم النسل ، والتمييز ، وعدم تكافؤ الفرص مع الرجل ، وضعف وجودها في المناصب العليا ، وغيرها في القضايا المهمة .

وما ان تنتهي المسرحية حتى يكتشف المشاهد أنه ضحك وتألم على واقعه ، وأدرك أنه مفهوم جدا للجميع ، لكن السؤال المهم : هل فهموا ما هو وجعنا ؟

بعد ذلك الجهد المبذول ، نوجه تحية تقديرية للمخرج المتميز محمد ضمور ، والكوادر التي كانت لمساهماتها دور في انجاح هذا العمل وهم : غازي قارصلي، جورج حجازين، محمد السوالقة، معتصم فحماوي، خلدون حجازين، أريج دبابنة، بتول الضمور، حنين، محمد الصبيحي، حكمت درويش.

كلمة صدق أن الشارع الأردني تفوق على خشبة المسرح ، بعد أن تحول أخيرا ولأول مرة إلى مسرح عرضت فيه أعظم النصوص المسرحية ، التي تجاوزت كل سقوف الحرية والديمقراطية ، وفهمكم كفاية .....

Image: 
Artical Type: 
Blog Post